مشاهير

أبولودوروس الدمشقي

أبولودوروس الدمشقي

  • 2021-01-16

وهو معماري ومخطط مدن، ولد في دمشق سنة 60 م توفي في 125م. بالرغم من إسمه الإغريقي، إلا أن أبولودوروس عربيّ الأصل، كانت سوريا ضمن الإمبراطورية الرومانية حيث ولد وعاش أبولودوروس الدمشقي. اشتهرت مدينته دمشق بعمارتها وعراقتها وغب من مائها العذب، وتغذى بخيراتها، وفتن بفنون العمارة والابداع في الفترة الرومانية في سوريا لم تظهر له أعمال في سوريا إلا أنه وخلال أعمال إصلاح معبد جوبيتير (جامع بني أمية الكبير حالياً) بدمشق ظهرت أحد الأعمدة المنهارة من أنقاض معبد جوبيتير التي تحمل اسم أبولودوروس. فيما يرجح أن يكون لأبولودور إسهام في تصميم وإنشاء هذا المعبد. لا يوجد ذكر لأبولودوروس في الموسوعات العربية غير أن كنية هذا العبقري "الدمشقي" كانت تسقط دائماً في بعض الموسوعات الغربية كما فعل ول ديورنت حينما ذكر أبولودور السوري، وموسوعة لاروس الفرنسية اوردت أبولودور بصفته دمشقياً. من إنجازاته : الجسر العملاق على نهر الدانوب عمود ترجان. السوق على سفح رابية الكوريريناليس. الميدان الفوروكم الترجاني. دار العدل الأولمبية. المكتبات. قوس النصر في مدينة أنكونا. إصلاح قناة من النيل إلى البحر. كتاب مؤلف في آلات الحصار أهداه لهدريانوس. تجفيف المستنقعات البونتية.

المتنبي

المتنبي

  • 2021-01-16

ولد في العراق سنة 915 ميلادية و توفي سنة 965  وعاش أجمل سنوات حياته في حلب وكتب أجمل ومعظم شعره وهو في كنف سيف الدولة الحمداني أمير دولة بني حمدان التي حكمت حلب وإنطاكيا والموصل قرابة المئة سنة  كل ما قاله المتنبي شعراً مازلنا نستخدمه منذ أكثر من ألف سنة وستظل حكمه ومقولاته شاهداً على مر الأزمان على عبقريته ونفاذ بصيرته.  هو القائل كل مايلي: *مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ. *وعلى قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ. *وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ. *ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُهُ..تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ.  *لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى..حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ.  *إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ..وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا.  *أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سـرْجُ سابِحٍ..وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ.  *ذو العقلِ يشقى في النعيـمِ بعقلهِ..وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ.  *فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ..ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ.  *خليلُكَ أنت لا مَن قلتَ خِلِّي..وإن كثُرَ التجملُ والكلام. *ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُـهُ..ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ. *وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ..فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ. *مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهوانُ عليهِ..ما لجرحٍ بمـيِّتٍ إيلامُ. *وإذا لم يكنْ مِن المـوتِ بـدٌّ..فمن العجزِ أن تكون جبانـا. *إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ..فلا تقنعْ بما دون النجـومِ. فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقـيرٍ..كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ. *وعَذلتُ أهلَ العشقِ حتَّى ذُقْـتُـهُ ✰ فعجِبتُ كيف يموتُ من لا يعشقُ.  *فقرُ الجهولِ بلا قلبٍ إلى أدبِ..فقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رسنِ. *ومرادُ النفوسِ أصغرُ من أن..نتعادى فيه وأنا نتفـانـا. *وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى..ولا الأمن إلا ما رآ الفتى أمنا. *وإذا كانت النفوسُ كبـاراً..تعبت في مُرادِها الأجسام. *إذا اعتاد الفتى خوضَ المنايا..فأهونُ ما يمر به الوحول. *فحبُّ الجبانِ النفسَ أوردَهُ التُقى..وحبُّ الشجاعِ النفسَ أوردَهُ الحربا.  *أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكـم..يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ. *وهو القائل عن نفسه(وما الدهرُ إلا من رواةِ قصائدي..إذا قلت شِعرًا أصبح الدهرُ مُنشدا).  *لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي..وبنفسي فخرتُ لا بجدودي. *أنا الذي نظـرَ الأعمى إلى أدبي..وأسـمعتْ كلماتي مَن به صممُ. ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي..وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ. ما أبعدَ العيبَ والنقصانَ من شرفي..أنا الثُّريــا وذانِ الشيبُ والهـرمُ. *ومِنْ جاهلٍ بي وهو يجهلُ جهلَهُ..ويجهلُ علمي أنَّهُ بي جاهـلُ.  *ليس التعللُ بالآمالِ من إربي..ولا القناعةُ بالإقلالِ من شيمي.

هوميروس

هوميروس

  • 2021-01-16

هوميروس هو شاعرٌ إغريقيّ ملحمي، يرجَّح أنَّه عاش في القرن التاسع قبل الميلاد في اليونان، يعدُّ هوميروس أصل وذروة الشعر الإغريقي، وكان الإغريق القدماء يعتقدون أنه شخصية تاريخيَّة حقيقية، لكن ما تزالُ شخصيّته وحياته موضعَ جدل بين كثير من المؤرخين، فالكثير منهم لا يعتقد ذلك، بل يميلون إلى أنَّه شخصية خياليَّة. اشتُهر هوميروس بكتابة ملحمتي الإلياذة والأوديسة التي تعدُّ أقدم النصوص الأدبيّة المكتوبة في الأدب الغربي على الإطلاق، كما نُسبَت له أعمال كثيرة أخرى منها قصائد حرب طروادة منها: الإلياذة الصغيرة، السيبيرية، النوستوي، القصائد الطيبية عن أوديب وأبنائه، والأناشيد الهوميرية والملحمة الكوميدية المصغرة وغيرها.

فولتير

فولتير

  • 2021-01-14

فرانسوا ماري آروويه (بالفرنسية: François-Marie Arouet)‏ ويُعرف باسم شهرته فولتير (بالفرنسية: Voltaire)‏. ‏ (21 نوفمبر 1694 – 30 مايو 1778)  هو كاتب وفيلسوف فرنسي عـاش خلال عصر التنوير. عُرف بنقده الساخر، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الطريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة والمساواة وكرامة الإنسان. كان فولتير كاتباً غزير الإنتاج قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريباً؛ فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات. من أشهر آثاره: "رسائل فلسفية" (1734)، و"زاديغ" أو "صادق" (1747) وقد نقلها إلى العربية طه حسين، تحت اسم "القَدَر"، و"كانديد" (أو الساذج) (1759)، و "المعجم الفلسفي" (1764). وقد كان فولتير مدافعاً صريحاً عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من وجود قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين. وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية، فقد كان دائماً ما يحسن استغلال أعماله لانتقاد دوغمائيات الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره. وكان فولتير واحداً من العديد من الشخصيات البارزة في عصر التنوير (إلى جانب كل من مونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو) حيث تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الأمريكية والثورة الفرنسية.  سنواته المبكرة في دنيا الأدب ولد فرانسوا ماري أرويه في باريس، وكان الأخ الأصغر لخمسة من الأطفال والطفل الوحيد الذي عاش منهم - ولدوا لوالده الذي كان يدعى فرانسوا أرويه - الذي ولد في عام 1650 أو عام 1651 وتوفي في يناير من عام 1722. وكان يعمل موثقاً عاماً وموظفاً رسمياً صغيراً في وزارة المالية. وكانت والدته هي ماري مارجريت دومارت (التي امتدت حياتها تقريباً منذ عام 1660 وحتى 13 من شهر يوليو عام 1701)، وكانت تنحدر من أصول نبيلة تنتمي لمقاطعة بواتو. وتلقى فولتير تعليمه في إحدى مدارس اليسوعيين؛ وهي مدرسة لويس الكبير (في الفترة ما بين عامي 1704 و1711) حيث تعلم اللغة اللاتينية، كما أصبح في فترة لاحقة من حياته بارعاً في اللغتين الإسبانية والإنجليزية. وعندما أنهى فولتير دراسته، كان قد عقد العزم على أن يصبح كاتباً بالرغم من أن والده كان يريد أن يصبح ابنه محامياً. ولكن فولتير الذي تظاهر بأنه يعمل في باريس في مهنة مساعد محامِ، فيما كان يقضي معظم وقته في كتابة الشعر الهجائي. وعندما اكتشف والده الأمر أرسله لدراسة القانون؛ ولكن هذه المرة في المقاطعات الفرنسية البعيدة عن العاصمة. ولكن فولتير استمر في كتابة المقالات والدراسات التاريخية التي لم تتصف دائماً بالدقة على الرغم من أن معظمها كان دقيقاً بالفعل. وأكسبه الظرف الذي كانت شخصيته تتصف به شعبية في دوائر العائلات الأرستقراطية التي كان يختلط بها. واستطاع والد فولتير أن يحصل لابنه على وظيفة سكرتير السفير الفرنسي في الجمهورية الهولندية حيث وقع فولتير في هوى لاجئة فرنسية تدعى كاثرين أوليمب دانوير. ونجح والد فولتير في إحباط محاولتهما للفرار معاً والتي ألحقت الخزي به، وتم إجبار فولتير على العودة إلى فرنسا مرةً أخرى. ودارت معظم السنوات الأولى من حياة فولتير في فلك واحد وهو باريس. ومنذ تلك السنوات المبكرة - وما تلاها من سنوات عمره - دخل فولتير في مشكلات مع السلطات بسبب هجومه المتحمس على الحكومة وعلى الكنيسة الكاثوليكية. وقد أدت به هذه الأنشطة إلى تعرضه للسجن والنفي لمرات عديدة. وفي عام 1717 - وفي بداية العشرينات من عمر فولتير - اشترك في المؤامرة المعروفة تاريخياً باسم مؤامرة تشلاماري (بالإنجليزية: Cellamare conspiracy)‏ والتي تزعمها الكاردينال جوليو ألبيروني ضد دوق أورليان فيليب الثاني والذي كان وصياً على عرش ملك فرنسا الصغير لويس الخامس عشر (وكان الهدف من المؤامرة نقل وصاية العرش إلى ابن عم فيليب الثاني، وعم الملك الصغير - فيليب الخامس ملك إسبانيا). وبحجة كتابته لبعض الأشعار الهجائية عن الأرستقراطية، والتي كان منها ما تعرض لشخص الوصي على العرش، تم الحكم على فولتير بالسجن في سجن الباستيل لمدة أحد عشر شهراً. وفي فترة سجنه في الباستيل، قام بكتابة أول أعماله المسرحية - أوديب Œdipe. وكان نجاح هذه المسرحية هو أول ركائز شهرته الأدبية. أسباب اختياره لاسم فولتير اتخذ الكاتب اسم "فولتير" عام 1718 بعد خروجه من سجن الباستيل. أصل هذا الاسم غامض. فهو يشكل نوعاً من الجناس التصحيفي لكلمة AROVET LI ؛ وهي الطريقة التي يتم بها تهجئة لقبه Arouet باللغة اللاتينية مضافاً إليها الحروف الأولى من اللقب "الأصغر" (بالفرنسية: le jeune). أما الرواية العائلية المتوارثة بين أحفاد أخته فتقول بأنه كان يلقب في طفولته "المثابر الصغير" le petit volontaire وما اسم فولتير إلا تنويع ابتكره لإحياء هذا اللقب. كما أن الاسم يطابق الترتيب العكسي لمقطعي كلمة Airvault وهو اسم القرية التي تنحدر منها عائلته في مقاطعة بواتو. ويعتبر الكثيرون أن اتخاذه لاسم "فولتير" الذي جاء بعد الفترة التي تم فيها احتجازه في سجن الباستيل علامة على انفصاله الرسمي عن عائلته وماضيه. ويؤيد المؤلف والباحث البريطاني في السير الذاتية لأعلام الحركة الرومانسية في بريطانيا وفرنسا ريتشارد هولمز هذا الرأي عن مصدر اشتقاق الاسم، ولكنه يضيف إن كاتبًا مثل فولتير قد اتخذ هذا الاسم أيضًا لما له من معنى ضمني يوحي بالسرعة والجرأة. هذا المعنى الذي يأتي من اقتران الاسم بكلمات مثل: voltige (الألعاب البهلوانية التي يتم أداؤها على أرجوحة البهلوان أو الحصان)، وvolte-face (الالتفاف لمواجهة الأعداء)، وvolatile (وهي الكلمة التي تشير أساساً إلى أحد المخلوقات المجنحة). ولم يكن لقب "Arouet" اسمًا من أسماء النبلاء ليناسب شهرته التي كانت قد بدأت في التزايد خاصةً وأن للاسم صداه في كلمات مثل: à rouer (الجلد بالسوط) وroué (بمعنى الفاسق). إنجلترا وكانت الاستعداد الشخصي - الذي ذاع بسببه صيت فولتير في عصرنا الحالي بين جمهور القراء - لحسن استخدام حضور البديهة النقدية التي كان يتمتع بها والتي كانت تتميز بالسرعة وحدة النظر والصرامة والطرافة هي ما جعلت من فولتير شخصية غير محبوبة بين الكثيرين من معاصريه؛ بما في ذلك الكثيرين ممن ينتمون للطبقة الأرستقراطية الفرنسية. وكانت ردود فولتير اللاذعة مسؤولة عن فترة المنفى التي خرج بمقتضاها من فرنسا ليستقر في إنجلترا. وبعد أن قام فولتير بإهانة النبيل الفرنسي الشاب - كافلييه دي روهان - في وقت متأخر من عام 1725، استطاعت أسرة روهان الأرستقراطية أن تحصل على lettre de cachet - وهو مرسوم موقع من ملك فرنسا (وكان الملك هو لويس الخامس عشر في عصر فولتير) يتضمن عقاب استبدادي لأحد الأشخاص، ولا يمكن استئناف الحكم الذي جاء فيه. وهو نوع من الوثائق التي كان يشتريها أفراد طبقة النبلاء الأثرياء للتخلص من أعدائهم غير المرغوب فيهم. واستخدمت أسرة روهان هذه الضمانة في بداية الأمر للزج بفولتير في سجن الباستيل، ثم التخلص منه عن طريق النفي خارج البلاد دون أن يتعرض لمحاكمة أو يسمح له بالدفاع عن نفسه. وتعتبر هذه الواقعة علامة بارزة في تاريخ بدء محاولات فولتير لتطوير نظام القضاء الفرنسي. واستمر نفي فولتير إلى إنجلترا لمدة عامين، وتركت التجارب التي مر بها هناك أكبر أثر في العديد من أفكاره. وتأثر فولتير الشاب بالنظام البريطاني الملكي الدستوري مقارنةً بالنظام الفرنسي الملكي المطلق، وكذلك بدعم الدولة لحرية التعبير عن الرأي وحرية العقيدة. كذلك، تأثر فولتير بالعديد من كتاب عصره الذين ينتمون للمدرسة الكلاسيكية الحديثة، وزاد اهتمامه بالأدب الإنجليزي الأقدم عمرًا - خاصةً أعمال شكسبير - التي لم تكن قد نالت قدرًا كبيرًا من الشهرة في أوروبا القارية في ذلك الوقت. وبالرغم من إعلانه اختلافه مع قواعد المدرسة الكلاسيكية الحديثة، فقد رأى فولتير أن شكسبير يعتبر من النماذج التي يجب أن يقتدي بها الكتاب الفرنسيون لأن الدراما الفرنسية بالرغم من كونها تتميز بالجمال أكثر من الدراما الإنجليزية، فإنها تفتقر للحيوية على خشبة المسرح. وفي وقت لاحق - وبالرغم من أن تأثير أعمال شكسبير قد بدأ يتزايد على الأدب الفرنسي - فقد حاول فولتير أن يضع نموذجًا يتعارض مع مسرحيات شكسبير يشجب فيه ما اعتبره همجية من جانبه. وبعد قضائه قرابت الثلاث سنوات في المنفى، عاد فولتير إلى باريس وقام بنشر آرائه حول الموقف البريطاني من الحكومة ومن الأدب ومن العقيدة في صورة مجموعة من المقالات التي تأخذ شكل الخطابات بعنوان Lettres philosophiques sur les Anglais (Philosophical letters on the English) ولأن فولتير قد اعتبر أن الملكية الدستورية البريطانية أكثر تقدمًا واحترامًا لحقوق الإنسان (خاصةً في الجانب الذي يتعلق بالتسامح الديني) من نظيرتها الفرنسية، فلقد لاقت هذه الخطابات اعتراضات كبيرة في فرنسا لدرجة القيام بإحراق النسخ الخاصة بهذا العمل وإجبار فولتير مرةً أخرى على مغادرة فرنسا. Château de Cirey (قصر سيراي الريفي) في واجهة كتاب فولتير بعنوان فلسفة نيوتن - والذي تظهر فيه ايميلي دو شاتولييه في صورة ملهمة فولتير التي تعكس أفكار نيوتن السماوية إلى فولتير وجهة فولتير التالية هي Château de Cirey (قصر سيراي الريفي) الموجود على الحدود بين المقاطعتين الفرنسيتين شامباين ولورين. وأعاد فولتير تجديد المبنى على نفقته الخاصة، ومن هناك بدأ علاقته بالماركيزة دو شاتولييه، والمعروفة باسم جابرييل اميلي لو تونيلييه دي بريتويل (والتي أطلقت على نفسها اسم اميلي دو شاتولييه). وكان قصر سيراي ملكًا لزوج الماركيزة - الماركيز فلورنت-كلود دو شاتولييه - الذي كان أحيانًا يزور زوجته وعشيقها في القصر الريفي. وكان لهذه العلاقة التي استمرت لمدة خمسة عشر عامًا تأثيرها الفكري المهم على حياة فولتير. فقد جمع فولتير بمساعدة الماركيزة واحد وعشرين ألفًا من الكتب؛ ويعتبر هذا العدد عددًا هائلاً من الكتب في ذلك الوقت. وقد قاما معًا بدراسة هذه الكتب، وكذلك بالقيام بتجارب خاصة بالعلوم المعروفة باسم العلوم الطبيعية في المعمل الخاص بفولتير. وتضمنت تجارب فولتير محاولة منه لتحديد خصائص النار. وبعد أن تعلم فولتير الدرس من مناوشاته السابقة مع السلطات، بدأ فولتير الأسلوب الذي استمر في استخدامه لبقية حياته بالابتعاد عن كل ما يسبب له الأذى الشخصي والتخلص من أية مسؤولية قد تعرضه للخطر. وواصل فولتير كتاباته، وقام بنشر بعضًا من مسرحياته مثل Mérope بالإضافة إلى بعض القصص القصيرة. ومرةً أخرى، يمكن اعتبار السنوات التي قضاها فولتير في منفاه في بريطانيا مصدرًا للإلهام من خلال تأثره القوي بأعمال سير إسحاق نيوتن. وكان فولتير يؤمن بقوة بنظريات نيوتن؛ خاصةً تلك النظريات التي تتعلق بعلم البصريات (فقد أدى اكتشاف نيوتن لحقيقة أن الضوء الأبيض يتكون من كل ألوان الطيف إلى قيام فولتير بالعديد من التجارب المتعلقة بهذا الاكتشاف في سيراي). كذلك، أتى فولتير على ذكر قانون الجاذبية في أعماله (فقد ذكر قصة نيوتن مع التفاحة التي سقطت فوقه من شجرة في عمله المعروف باسم Essai sur la poésie épique أو Essay on Epic Poetry. وبالرغم من أن فولتير والماركيزة كانا شغوفين بالآراء الفلسفية الخاصة بعالم الرياضيات والفيلسوف الألماني جوتفريد لايبنز - الذي كان معاصرًا لنيوتن وخصمًا له - قد احتفظ الاثنان "بإيمانهما بأفكار نيوتن" وشكلت أعمال نيوتن وأفكاره ركيزة مهمة في نظرياتهما. وبالرغم من أن بعض الآراء كانت تعتقد أن الماركيزة "تميل إلى آراء لايبنز"، فقد كتبت هي: "je newtonise," وهي العبارة التي تعني "أنا أعمل وفق أفكار نيوتن" أو "أنا أؤمن بأفكار نيوتن". وربما يكون كتاب فولتير Eléments de la philosophie de Newton أو (The Elements of Newton's Philosophies) عملاً مشتركًا بينه وبين الماركيزة، وكان الهدف منه وصف الفروع الأخرى من أفكار نيوتن التي انبهرا بها بما في ذلك نظرية الجاذبية. كذلك، قام فولتير والماركيزة بدراسة التاريخ؛ خاصة تاريخ الشعوب التي أسهمت في بناء الحضارة حتى الوقت الذي كانا يعيشان فيه. وكان المقال الثاني الذي كتبه فولتير باللغة الإنجليزية هو Essay upon the Civil Wars in France. وعندما عاد إلى فرنسا، كتب فولتير مقالاً يعرض السيرة الذاتية للملك تشارلز الثاني عشر؛ وهو المقال الذي يعتبر بداية لكتابات فولتير التي انتقد فيها التعصب والأديان المنشئة established religion. وقد جعله ذلك المقال مؤرخًا للبلاط الملكي. كذلك، عمل فولتير مع الماركيزة على دراسة الفلسفة؛ خاصةً الفلسفة الميتافيزيقية - ذلك الفرع من الفلسفة الذي كان يتعامل مع الأمور بعيدة المنال والتي لا يمكن إثباتها بطريقة مباشرة: كيفية الحياة وماهيتها، ووجود الله أو عدم وجوده، وما يشابه ذلك من موضوعات. وقام فولتير والماركيزة بتحليل الكتاب المقدس في محاولة لاكتشاف مدى صحة أفكاره في العصر الذي كانا يعيشان فيه. وانعكست آراء فولتير النقدية في إيمانه بوجوب فصل الكنيسة عن الدولة وكذلك بحرية العقيدة؛ وهي الأفكار التي كوّنها بعد الفترة التي قضاها في انجترا. القصر الصيفي Sanssouci Die Tafelrunde التي قام بكتابتها أدولف فون مينتسلضيوف الملك فريدريك الأكبر - ملك بروسيا - في قاعة Marble Hall في القصر الريفي Sanssouci (ومن بين الحضور أعضاء الأكاديمية البروسية للعلوم وفولتير الذي يظهر في اللوحة جالسًا في المقعد الثالث من اليسار).وبعد وفاة الماركيزة - أثناء الولادة - في سبتمبر من عام 1749، عاد فولتير لفترة قصيرة إلى باريس. وفي عام 1751، انتقل إلى مدينة بوتسدام ليعيش إلى جوار فريدريك الأكبر - ملك بروسيا - الذي كان صديقًا مقربًا منه ومعجبًا بأدبه. وقد قام الملك بدعوته بشكل متكرر إلى قصره، ثم منحه مرتبًا سنويًا يبلغ عشرين ألف فرانك. وبالرغم من أن أمور حياة فولتير كانت تسير على ما يرام في البداية - ففي عام 1752 كتب فولتير قصته القصيرة المعروفة باسم Micromégas؛ والتي ربما تكون أول عمل من أعمال الخيال العلمي يصوّر سفراء من كوكب آخر يتعرفون على حماقات الجنس البشري - فقد بدأت علاقته بفريدريك الأكبر في التدهور وواجهتها بعض الصعوبات. فقد وجد فولتير نفسه أمام دعوة قضائية تم رفعها ضده وأمام نزاع مع الأديب والفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي موبرتوي - الذي كان يشغل منصب رئيس أكاديمية برلين للعلوم - فكتب مقالته الهجائية Diatribe du docteur Akakia (Diatribe of Doctor Akakia) التي سخر فيها من موبرتوي. ولقد أدى هذا الأمر إلى غضب الملك فريدريك الذي أمر بإحراق كل نسخ العمل وإلقاء القبض على فولتير أثناء وجوده في نزل كان يقيم فيه في طريق عودته إلى وطنه. جينيف وفيورني وتوجه فولتير صوب باريس، ولكن لويس الخامس عشر منعه من دخول المدينة. لذلك، قصد جينيف بدلاً منها واشترى بالقرب منها ضيعة كبيرة هي Les Délices. وبالرغم من أن المدينة قد استقبلته في بادئ الأمر بالحرية، فقد دفعه القانون المطبق في جينيف على غير رغبته - ذلك القانون الذي كان يحظر الأداء المسرحي وكذلك النشر لقصيدة فولتير الهجائية المعروفة باسم The Maid of Orleans - إلى الانتقال في نهاية عام 1758 إلى خارج جينيف وعبور الحدود الفرنسية حتى وصل إلى فيورني التي اشترى فيها ضيعة أكبر. وألهمته هذه الظروف كتابة روايته القصيرة Candide,ou l'Optimisme (Candide, أو التفاؤل). ويبقى هذا العمل الهجائي الذي انتقد فيه فولتير فلسفة لايبنز التي تؤمن بالحتمية المتفائلة أكثر الأعمال التي اشتهر بها. وهكذا، استقر فولتير في فيورني معظم السنوات العشرين المتبقية في حياته ليستضيف بين الحين والآخر ضيوفًا بارزين من أمثال: جيمس بوزويل وجيوفاني كازانوفا وإدوارد جيبون. وفي عام 1764، نشر فولتير أكثر أعماله الفلسفية أهمية التي ينتقد فيه الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيرها من المؤسسات وهو Dictionnaire Philosophique؛ ذلك العمل الذي تضمن سلسلة من المقالات التي تمت كتابة معظمها أصلاً من أجل وضعها في الموسوعة العامة الفرنسية التي تم نشرها في ذلك الوقت والمعروفة باسم Encyclopédie. القصر الريفي الذي كان فولتير يملكه في مقاطعة فيورني بفرنسا. وبدءًا من عام 1762، بدأ فولتير دفاعه عمن يتعرضون للاضطهاد دون وجه حق، وربما تكون قضية جان كالاس أكثر القضايا التي تبناها شهرة. فقد تعرض هذا التاجر الذي ينتمي لكنيسة الإصلاح الفرنسية البروتستانتية إلى التعذيب حتى الموت في عام 1763 حيث تم اتهامه بقتل ابنه عندما أراد أن يتحول إلى المذهب الكاثوليكي. وتمت مصادرة أملاكه ونزع حضانة من تبقى من أبنائه من أرملته وإجبارهم على الدخول إلى أحد الأديرة. ونجح فولتير - الذي كان يرى في هذه القضية دليلاً واضحًا على الاضطهاد الديني - في إسقاط هذه التهمة عن كالاس في عام 1765. موت فولتير ودفنه وفي فبراير من عام 1778، عاد فولتير للمرة الأولى خلال العشرين عامًا الأخيرة إلى باريس - مع آخرين - ليشهد افتتاح آخر أعماله التراجيدية وهي مسرحية Irene. وكان السفر الذي استغرق خمسة أيام شاقًا للغاية على العجوز الذي كان يناهز الثالثة والثمانين من عمره. واعتقد فولتير إنه على شفا الموت في الثامن والعشرين من فبراير، فكتب: "أنا الآن على شفا الموت وأنا أعبد الله، وأحب أصدقائي، ولا أكره أعدائي، وأمقت الخرافات." وبالرغم من ذلك، فقد تماثل للشفاء وشهد في شهر مارس عرضًا لمسرحيته Irene تم استقباله خلاله استقبال البطل الذي عاد أخيرًا إلى وطنه. ولكن، سرعان ما مرض فولتير ثانيةً وتوفي في الثلاثين من مارس في عام 1778. وفي لحظات احتضاره على فراش الموت، عندما طلب منه القسيس أن يتبرأ من الشيطان ويعود إلى إيمانه بالله، يقال أن إجابته كانت: "لا وقت لدي الآن لأكتسب المزيد من العداوات." ويقال أيضًا إن كلماته الأخيرة كانت: "كرمى لله، دعني أرقد في سلام." وبسبب انتقاده المعروف للكنيسة الذي رفض أن يتراجع عنه قبل وفاته، لم يتم السماح بدفن فولتير وفقًا للشعائر الكاثوليكية. وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكن أصدقاؤه من دفن جثمانه سرًا في إحدى الكنائس الكبيرة في مقاطعة شامبانيا المعروفة باسم Scellières قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن قرار منع الدفن. وقد تم تحنيط قلبه ومخه بشكل منفصل. وفي يوليو من عام 1791، اعتبرته الجمعية الوطينة الفرنسية (the National Assembly) واحدًا ممن بشروا باندلاع الثورة الفرنسية، وتمت استعادة رفاته للاحتفاظ بها في البانثيون - مقبرة عظماء الأمة - تكريمًا له. وتم الاحتفال بنقل رفات فولتير احتفالاً ضخمًا بوجود أوركسترا كاملة، وتضمّنت المقطوعات الموسيقية التي تم عزفها مقطوعة للمؤلف الموسيقي أندريه جريتري - تم تأليفها خصيصًا احتفالاً بهذه المناسبة؛ تلك المقطوعة التي تم تخصيص جزء منها لآلة النفخ المعروفة باسم "tuba curva". ويعود أصل هذه الآلة إلى العصر الروماني حيث كانت تعرف باسم cornu، وكانت هذه الآلة قد تمت إعادة استخدامها في ذلك الوقت تحت هذا الاسم الجديد. قبر فولتير في البانثيون في باريس. وهناك إحدى القصص غير الحقيقية التي تتردد باستمرار عن أن ما تبقى من رفات فولتير قد تعرض للسرقة من قبل أحد المتعصبين الدينيين في عام 1814 أو عام 1821 أثناء عملية الترميم التي تمت لمقبرة البانثيون وإلقائه في كومة من أكوام القمامة.

ستيف جوبز

ستيف جوبز

  • 2021-01-14

ستيفن بول "ستيف" جوبز (بالإنجليزية: Steven Paul Jobs)‏؛ (24 فبراير 1955 - 5 أكتوبر 2011)  كان مخترعاً وأحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة. عُرف بأنه المؤسس الشريك والمدير التنفيذي السابق ثم رئيس مجلس إدارة شركة آبل وهو أيضاً الرئيس التنفيذي السابق لشركة بيكسار ثم عضواً في مجلس إدارة شركة والت ديزني بعد ذلك وحتى وفاته؛ وأثناء إدارته للشركة استطاع أن يخرج للنور كلاً من جهاز الماكنتوش (ماك) بأنواعه وثلاثة من الأجهزة المحمولة وهي: آيبود وآيفون وآي باد. في أواخر السبعينيات، قام جوبز مع شريكيه ستيف وزنياك ومايك ماركيولا، وآخرون بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصي التجارية الناجحة، والتي تُعرف باسم سلسلة أبل II. فيما بعد وفي أوائل الثمانينات كان جوبز من أوائل من أدركوا الإمكانيات التجارية لفأرة الحاسوب وواجهة المستخدم الرسومية الأمر الذي أدى إلى قيام آبل بصناعة حواسيب ماكنتوش. بعد خسارة الصراع على السلطة مع مجلس الإدارة في 1985 استقال جوبز من آبل وقام بتأسيس نكست وهي شركة تعمل على تطوير منصات الحواسيب في التعليم العالي والأسواق التجارية. ثم قامت آبل بالاستحواذ على نكست في عام 1996 وعاد جوبز إلى آبل وأصبح المدير التنفيذي لها في 1997. على جانب آخر قام جوبز في عام 1986 بشراء قسم رسوميات الحاسوب في شركة لوكاس فيلم القسم الذي عرف فيما بعد باسم مَفِنَّات بيكسار للرسوم المتحركة. وبقي مديراً تنفيذياً لبيكسار حتى صفقة الاستحواذ التي تمت من قبل شركة والت ديزني وانتقل على إثرها ليكون عضواً في مجلس إدارة الأخيرة.عانى جوبز وقبيل عدة سنوات من وفاته من مشاكل صحية بعدما أصيب عام 2004 بنوع نادر من سرطان البنكرياس، وخضع في 2009 لعملية لزراعة كبد، ومنذ يناير وحتى وفاته عام 2011 كان جوبز في عطلة مرضية أعلن خلالها في 24 أغسطس 2011 عن استقالته من منصبه كمدير تنفيذي لشركة آبل مع انتقاله للعمل كرئيس لمجلس الإدارة. حرص جوبز في رسالة استقالته بالتوصية على وضع تيم كوك في منصبه الشاغر. في الخامس من أكتوبر 2011، وقرابة الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت كاليفورنيا (منتصف الليل بتوقيت الشرق الأوسط) توفي جوبز بمنزله في بالو ألتو، عن 56 عاماً، بعد ستة أسابيع من تقديمه استقالته كمدير تنفيذي لآبل. وقد حددت نسخة من شهادة وفاته سبب الوفاة بأنه كان توقف التنفس ما سبب مفارقة جوبز للحياة بشكل فوري، و"ورم البنكرياس الهرموني العصبي المنتشر" كسبب تابع. أعلنت شركة "آبل" عن خبر الوفاة، وقالت أن رئيسها الراحل الذي كان "نابغة رؤيوياً ومبدعاً قد رحل بعد صراع طويل مع المرض". الأبوان والأسرة ولد ستيف بول جوبز، واسمه العربي مصعب عبد الفتاح الجندلي الرفاعي (سوري _ حمصي الأصل) ، في سان فرانسيسكو في 24 فبراير 1955 ، وهناك خلاف في سيرته حيث يقال إنه ولد لأبوين غير متزوجين كانا حينها طالبين في الجامعة، وعرضه والداه عبد الفتاح وجوان شيبل (schieble) للتبني، بعدما رفضت أسرة شيبل زواجها من غير كاثوليكي، فتبناه زوجان من كاليفورنيا هما بول وكلارا جوبز، وهما من عائلة أرمنية بولندية على رأسها الزوجان باول وكلارا جوبز، ما ترك أثراً في حياة ستيف الذي لا يذكر عبد الفتاح إلا مع استخدام صفة الوالد البيولوجي. بينما تجزم أسرته الشامية أنه ابن شرعي وأن ما يشاع عن أن ستيف جوبز ولد من أبوين غير متزوجين هو أمر غير صحيح، مؤكدة أنه شقيق منى الجندلي المعروفة في الولايات المتحدة الأميركية ككاتبة وأديبة وروائية باسم منى سيمبسون مؤكدة أن الأخيرة زارت مدينة حمص، وتعرّفت إلى عائلتها وجميع أفراد آل الجندلي - الرفاعي في حمص، وحرصت على زيارة منزل والدها وجدها في حمص وأقامت في فندق السفير لأكثر من ثلاثة أسابيع، تنقّلت خلالها في عدد من القرى والمدن القريبة من حمص. وكشفت دانية الجندلي عن أن عبد الفتاح الجندلي الذي درس في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم في جامعة هارفرد، عاد إلى حمص مع زوجته الأميركية (والدة ستيف ومنى) وأقام لشهرين، وعمل في مصفاة حمص، لكنه لم يستطع التأقلم مع مجتمعه، فعاد ليقيم في الولايات المتحدة الأميركية، ولم يعد إلى سوريا منذ تلك الأيام، وستيف مسلم "غير ممارس" ولكنه لم يظهر ذلك ولم يتحدث عنه كونه ليبرالي الفكر يرى الدين شيء شخصي، أما إعجابه بالبوذية فكان إعجاباً بالتصوف البوذي وبالتصوف بشكل عام بجميع أشكاله وهذه حقيقة يعرفها كل مقرب للرجل ولا ننسى أنه حفيد القطب الصوفي أحمد بن علي الرفاعي.وقد كُتب القليل عن عبد الفتاح جندلي بوسائل الإعلام الأمريكية، لأنه عاش دائماً في الظل ولم يروي لأحد تقريباً بأنه الوالد الحقيقي للرجل الذي كان دائماً مالئ دنيا الكمبيوترات والإلكترونيات وشاغل المدمنين عليها، وابنه ستيف جوبز نفسه كان يساهم بدوره في إخفاء هوية والده الحقيقي وإخفاء شخصية شقيقته منى، المصنفة للأمريكيين وبالخارج كواحدة من أشهر الروائيات، وبدورها كانت تساهم أيضاً بإخفاء هوية أبيها وأخيها معاً، فاسمها المعروفة به في الولايات المتحدة هو منى سيمبسون، لذلك لم تلتق بأبيها، وبأخيها التقته لأول مرة حين كان عمره 27 سنة، ثم تكررت اللقاءات والاتصالات دائماً عبر الهاتف.تعود قصة تخلي جندلي عن إبنه إلى العام 1955 حين سافر طالب سوري ولد في مدينة حمص إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من الولايات المتحدة التي تعرف فيها على جوان كارول شيبل، وفي أمريكا أنجبت له جوان كارول شيبل التي كانت زميلته في الدراسة ابنهما خارج إطار الزوجية. ينحدر عبد الفتاح الجندلي من منطقة جب الجندلي في حمص، حيث ولد العام 1931 فغادرها وهو بعمر 18 سنة إلى بيروت عام 1949 لدراسة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية حيث كان والده ثرياً وصاحب أملاك، ونشط في الحركة القومية العربية كناشط عروبي، وترأس جمعية العروة الوثقى الأدبية الفكرية القومية الاتجاه التي ضمت أسماء معروفة مثل جورج حبش وقسطنطين زريق وشفيق الحوت.لكنه لم يكن السياسي الوحيد في العائلة، فابن عمه فرحان كان نائباً ووزيراً للتربية في حكومة ناظم القدسي. غادر عبد الفتاح بيروت إلى الولايات المتحدة عام 1950 ليدرس العلوم السياسية في إحدى جامعات نيفادا، وهناك أقام علاقة مع جوان كارول شيبل أثمرت ستيف. وبعد أسبوع من ولادة الطفل عرضه جندلي للتبني، وتبناه الزوجان بول وكلارا جوبز من ولاية كاليفورنيا وسمياه ستيفن بول. وتحدث عبد الفتاح كيف رفض والد زوجته زواج ابنته من رجل سوري مما اضطرهم إلى التخلي عن ستيف لأسرة جوبز وقال: توجهت جوان حتى دون أن تعلمني أو أي أحد إلى مدينة سان فرانسيسكو لكي تلد هناك لكي لا تجلب العار لعائلتها ورأت أن هذا الأفضل لجميع الأطراف. وبعد أشهر من تبنيه من قبل عائلته الجديدة تزوج جندلي وشيبل بعد عشرة أشهر من التنازل عن المولود، وفيما كان ستيف يترعرع في كنف العائلة الجديدة أنجب جندلي وشيبل ابنتهما منى التي اعتنيا بتربيتها على العكس من شقيقها، ولم يدرك عبد الفتاح أن رئيس أبل هو ابنه، وقال جندلي - 80 عاماً السوري المولد، الأميركي الجنسية والذي يشغل منصب نائب رئيس كازينو فندق "بومتاون" والبروفيسور السابق في جامعة نيفادا - مرة لصحيفة ذا صن أن كبرياءه العربي السوري يمنعه من المبادرة بنفسه إلى الاتصال به، وأضاف "لست مستعداً، حتى إذا كان أحدنا على فراش الموت، لأن التقط الهاتف للاتصال به، إن على ستيف نفسه أن يفعل ذلك لأن كبريائي السوري لا يريده أن يظن ذات يوم بأنني طامع في ثروته. فأنا لا أريدها وأملك مالي الخاص. ما لا أملكه هو ابني، وهذا يحزنني." رغم أنه أبدى قبل ذلك ندمه على التنازل عن ابنه وعرضه للتبني، وأعرب في أغسطس 2011 لصحيفة ذي صن عن رغبته في لقاء ستيف، بل قال إنه يعيش على أمل أن يتصل ابنه به قبل فوات الأوان، وأضاف: إن تناول فنجان قهوة ولو لمرة واحدة معه سيجعلني سعيداً جداً لكنه لم يلتق ابنه حتى وفاته. منى سيمبسون كما لم تعلم منى سيمبسون بوجود أخِ لها إلى أن بلغت سن الرشد، وهي روائية مشهورة التقى بها بعد سنوات طويلة بسبب تبنيها من قبل عائلة أخرى، تعرف جوبز على شقيقته منى سيمبسون من أبويه البيولوجيين عبد الفتاح جندلي وجوان كارول شيبل منذ 29 عاماً، ونشأت بينهما علاقة متينة جداً، إلا أن هذه العلاقة لم تمهد الطريق للقاء بين الابن وأبيه، في المقابل كانت علاقة تربط بين منى سيمبسون - شقيقته من والديه البيولوجيين - وستيف الذي التقته للمرة الأولى حين دعته إلى حفلة لترويج روايتها "في أي مكان إلا هذا المكان" وفيها كشفت أنها شقيقة جوبز، وكان يومذاك عمره 27 عاماً، وعنها قال جوبز "نحن عائلة، وهي من أفضل أصدقائي في العالم". كما عرف ستيف من شقيقته تفاصيل أخرى عن والديهما، ودعا أمه التي أنجبته إلى بعض الفعاليات، لكنه لم يحاول أبداً الاتصال بوالده عبد الفتاح جندلي. لم يعش ستيف جوبز في قوقعة البحث عن والديه البيولوجيين، حتى بعد اكتشافه الحقيقة ومعرفة أنه ابن بالتبني لعائلة جوبز التي يحمل اسمها، وكان يردد دائماً أن والديه الحقيقيين هما آل جوبز. طوال تلك السنوات لم يحاول ستيف جوبز لقاء أبيه حتى بعدما طلب الأخير ذلك علناً. رغم أن عبد الفتاح بعث مرة برسالة إلى ابنه في عيد ميلاده لكنه لم يتلق رداً. النشأة منزل العائلة التي تبنت جوبز، ويظهر المرآب الذي أسست فيه شركة أبل. نشأ جوبز في منزل العائلة التي تبنته في المنطقة التي صارت تعرف لاحقاً باسم وادي السيليكون، وهي مركز صناعات التكنولوجيا الأمريكية. التحق جوبز بالمدرسة فكان يدرس في فصل الشتاء ويذهب للعمل في الأجازة الصيفية، وشغف بالإلكترونيات منذ صغره فكان مولعاً بالتكنولوجيا وطريقة عمل الآلات. كانت أولى ابتكاراته وهو في المرحلة الثانوية عبارة عن شريحة إلكترونية، ورغم ضعف اهتمامه بالتعليم المدرسي تعلق ستيف بالمعلوماتية، وقام بدورة تدريبية لدى "إتش بي" الذي كان مركزها قريباً من منزله في مدينة بالو ألتو وهناك تعرف على وزنياك، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية. واللذان حققا معاً خطوات هامة في عالم التكنولوجيا بعد ذلك. تخرج جوبز في مدرسته الثانوية، والتحق بجامعة ريد في بورتلاند بولاية أرغون، لكنه لم يحقق النجاح بالجامعة، فرسب في عامه الأول وقرر ترك الدراسة بعد فصل دراسي واحد نظراً لضائقة مالية ألمّت بعائلته من الطبقة العاملة، تابع ستيف بعد ذلك دراسات في الشعر والخط ولكن رأسه وقلبه كانا في مكان آخر في كاليفورنيا وتحديداً في المكان الذي سيقام فيه "سيليكون فالي". ولم يقف جوبز ساكناً بعد تركه للدراسة بل سعى لتنمية مهاراته في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، فقدم ورقة بأفكاره في مجال الإلكترونيات لشركة أتاري الأولى في صناعة ألعاب الفيديو وتمكن من الحصول على وظيفة بها كمصمم ألعاب، وكان يهدف من هذا لتوفير المال اللازم للسفر إلى الهند. ثم ترك جوبز عمله لفترة سافر فيها للهند ثم ما لبث أن عاد مرة أخرى لمواصلة عمله في "أتاري".انتقل ستيف جوبز بعد أن ترك بورت لاند إلى الإقامة في الساحل الغربي، وعثر على وظيفة لدى مصنع ألعاب الفيديو "أتاري" وعاود اتصاله بفوزنياك وقاما بعدد من التجارب، واخترع جوبز جهاز هاتف يسمح بإجراء مكالمات بعيدة مجانية، بعد ذلك انصرف جوبز ووزنياك إلى حلمهما الكبير، وفي مرأب للسيارات بدآ العمل على حاسوبهما الأول بعد أن باع الأول سيارته والثاني آلته الحسابية العلمية ليتمكنا من تأسيس شركتهما التي شهدت النور في العام 1976 وسميت آبل على اسم الفاكهة المفضلة بالنسبة لستيف جوبز. الهند سافر جوبز إلى الهند في مطلع شبابه ثم عاد من رحلته برأس حليق وهو يرتدي جلباباً هندياً حيث أُعجب بالبوذية هناك، وظل نباتياً طوال حياته. عاد جوبز إلى الولايات المتحدة ليعمل في مرآب بيته على تأسيس شركة آبل بالتعاون مع صديقه ستيف وزنياك، وكسرا احتكار شركة "أي بي إم" لصناعة الكمبيوتر حين ابتكرا الكمبيوتر الشخصي المحمول، وبفضل ذلك تحولت تلك الشركة الصغيرة فيما بعد إلى إمبراطورية تقترب قيمة أصولها وفقاً لبورصة نيويورك إلى ترليون دولار. في العام 2011 أصبحت أبل - ولفترة وجيزة- أكبر شركة في العالم بقيمة تقدر بحوالي 350 مليار دولار، وهي تتنافس منذ ذلك الحين على هذه المرتبة مع شركة مايكروسوفت وجوجل وإكسون موبيل النفطية العملاقة.

محمد عبد الوهاب

محمد عبد الوهاب

  • 2021-01-14

محمد عبد الوهاب (13 مارس 1901 - 4 مايو 1991)، موسيقار مصري وأحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية. ولد في حارة برجوان بحي باب الشعرية بالقاهرة ، عمل كملحّن ومؤلف موسيقى وكممثل سينمائي. بدأ حياته الفنية مطرباً بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917 م. في عام 1920 م قام بدراسة العود في معهد الموسيقى العربية. بدأ العمل في الإذاعة عام 1934 م وفي السينما عام 1933. ارتبط بأمير الشعراء أحمد شوقي ولحن أغان عديدة لأمير الشعراء، غنى معظمها بصوته ولحن كليوباترا والجندول من شعر علي محمود طه وغيرها. لحن للعديد من المغنيين في مصر والبلاد العربية منهم فيروز وأم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان، إلى جانب أنه كان أول مكتشف للفنان إيهاب توفيق في أواخر الثمانينات.  ميلاده ولد محمد عبد الوهاب في 13 مارس 1901م، في حي باب الشعرية، وكان أبوه هو الشيخ محمد أبو عيسى المؤذن والقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية وأمه فاطمة حجازي التي أنجبت ثلاثة أولاد منهم محمد وبنتين. نشأته تمثال محمد عبد الوهاب في دار الأوبرا، القاهرة، مصر أُلحق محمد عبد الوهاب بكتّاب جامع سيدى الشعرانى بناءً على رغبة والده الذي أراده أن يلتحق بالأزهر ليخلفه بعد ذلك في وظيفته وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالطرب والغناء، حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى أماكن الموالد والأفراح التي يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للاستماع لغنائهم وحفظه، ولم ترض الأسرة عن هذه الأفعال فكانت تعاقبه على ذلك، وبعدها قابل محمد عبد الوهاب الأستاذ فوزي الجزايرلي صاحب فرقة مسرحية بالحسين والذي وافق على عمله كمطرب يغني بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة، وغنى محمد عبد الوهاب أغاني الشيخ سلامة حجازي متخفياً تحت اسم "محمد البغدادي" حتى لا تعثر عليه أسرته إلا أن أسرته نجحت في العثور عليه وازدادت إصراراً على عودته لدراسته فما كان منه إلا أن هرب مع فرقة سيرك إلى دمنهور حتى يستطيع الغناء، وطُرد من فرقة السيرك بعد ذلك ببضعة أيام لرفضه القيام بأي عمل سوى الغناء فعاد إلى أسرته بعد توسط الأصدقاء له، ووافقت أسرته أخيراً على غناءه مع أحد الفرق وهي فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي (المحامي) على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر، وكان يغنى نفس الأغاني للشيخ سلامة حجازي، وحدث أن حضر أحمد شوقي أحد عروض الفرقة وبمجرد سماعه لعبد الوهاب قام متوجهاً إلى حكمدار القاهرة الإنجليزى آنذاك ليطالبه بمنع محمد عبد الوهاب من الغناء بسبب صغر سنه، ونظراً لعدم وجود قانون يمنع الغناء أًخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم. التحق عبد الوهاب بعد ذلك بنادي الموسيقى الشرقي والمعروف بمعهد الموسيقى العربية حالياً، حيث تعلم العزف على العود على يد محمد القصبجي، وتعلم فن الموشحات، وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم ترك كل ذلك للعمل بفرقة علي الكسار كمُنشد في الكورال وبعدها فرقة الريحاني عام 1921، وقام معها بجولة في بلاد الشام وسرعان ما تركها ليكمل دراسة الموسيقي ويشارك في الحفلات الغنائية، وأثناء ذلك قابل سيد درويش الذي أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيه في الشهر في فرقته الغنائية، وعمل في روايتي البروكة وشهرزاد، وبالرغم من فشل فرقة سيد درويش إلا أن عبد الوهاب لم يفارق سيد درويش بل ظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاة سيد درويش. محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي محمد عبد الوهاب في شبابه مع أحمد شوقي في عام 1924 أُقيم حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية أحياه محمد عبد الوهاب وحضره رجال الدولة والعديد من المشاهير، منهم أحمد شوقي الذي طلب لقاء عبد الوهاب بعد انتهاء الحفل، ولم ينس عبد الوهاب مافعله به أحمد شوقي بمنعه من الغناء وهو صغير وذكّر أحمد شوقي بذلك الذي أكد له أنه فعل ذلك خوفاً على صحته وهو طفل، ومنذ تلك المقابلة تبناه أحمد شوقي. وتعتبر السبع سنوات التي قضاها عبد الوهاب مع أحمد شوقي من أهم مراحل حياته، حيث اعتبر أحمد شوقي مثله الأعلى، فكان أحمد شوقي يتدخل في تفاصيل حياة عبد الوهاب وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب، وأحضر له مدرس لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية. بدأ نجم محمد عبد الوهاب يبزغ على إثر تقديم أحمد شوقي له في الحفلات، فقدمه إلى رجال الصحافة مثل طه حسين وعباس محمود العقاد والمازنى، وكذلك رجال السياسة مثل أحمد ماهر باشا وسعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي إلا أن ذلك لم يمنع الآخرين من مهاجمته وخاصة من المطربين الذين تخوفوا من شهرته مثل منيرة المهدية التي طردته من أوبريت كليوباترا ومارك انطوان وكذلك هاجمه العقاد والمازني (كان العقاد والمازنى قد أصدرا كتاب الديوان هاجما فيه أحمد شوقي). يمكن القول أن العلاقة بين عبد الوهاب وأحمد شوقي علاقة وثيقة ذكرها عبد الوهاب كثيراً في أحاديثه وكان دائما يعترف بفضل أحمد شوقي عليه، ولحن له العديد من القصائد مثل: دمشق، النيل نجاشى، مضناك جفاه مرقده. موقع عبد الوهاب في الموسيقى العربية رغم أن محمد عبد الوهاب قدم العديد من الألحان الموسيقية ذات الطابع العربي الأصيل، مثل دعاء الشرق، وليالي الشرق، وعندما يأتي المساء، إلاّ أنه اتهم دائماً بأنه يقوم "بتغريب" الموسيقى العربية، وعلى الرغم من أن عبد الوهاب قدم العديد من الإيقاعات الغربية إلى الموسيقى، لكنه قدّم ذلك في إطار الأشكال المعروفة في الأغنية العربية، طقطوقة، ومونولوج غنائي، والقصيدة. مثلاً قدّم إيقاع الفالس في قصيدة الجندول عام 1941، كما قدّم إيقاع الروك أند رول في أغنية (طقطوقة) يا قلبي يا خالي التي غناها عبد الحليم حافظ عام 1957، في السبعينيات طلب الرئيس السادات من الموسيقار محمد عبد الوهاب طلب رئاسى جديد، وقد اختاره بالذات كونه مهتم ببعض الرموز الوطنية والسياسية سواء من أدوات أو أفراد، وقتها كان قد غير اسم الدولة، وغير شكل العلم، ووضع دستور جديد يحمل الشعارات الجديدة، ولكن في نظره بقى شيء هام هو النشيد الوطني، كان اسم الدولة الجمهورية العربية المتحدة منذ قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 وحتى عام 1970 عند وفاة عبد الناصر، وكان علمها يتوسطه نجمتان ترمزان للدولتين الداخلتين في الوحدة، وكان النشيد القومي قد وضع لحنه الموسيقار كمال الطويل أيام حرب 1956 في نشيد لحنه لأم كلثوم بعنوان والله زمان يا سلاحى واختاره جمال عبد الناصر ليحل محل السلام الملكي الذي وضعه الموسيقار الإيطالي فيردى، ورأى السادات في حركته لتغيير الرموز ضرورة انتقاء لحن جديد للسلام الوطني يساير التغيرات في الرموز الأخرى، وهو قد أعاد اسم مصر إلى اسم الدولة بعد حذفه لقرابة 12 عاما، وكان الطلاب في المدارس يهتفون في طابور الصباح تحيا الجمهورية العربية المتحدة بينما لم يكن هناك شيء بهذا الاسم لعشر سنوات منذ انفصال سوريا، فأصبح الاسم الجديد جمهورية مصر العربية، وأعاد شعار النسر المصري إلى العلم مكان النجمتين تمشيا مع الواقع، وهكذا طلب من محمد عبد الوهاب وضع نشيد وطني لمصر، وفرح عبد الوهاب بهذا التكليف خاصة وان السادات منحه وقتها رتبة عسكرية فخرية هي رتبة لواء إلا أنه طلبه لوضع اللحن كان مشروطا وبشرط قاس، فقد طلب من عبد الوهاب عدم وضع نشيد جديد وابداع لحن جديد وإنما فقط إعادة صياغة نشيد مصر الأول بلادي بلادي لسيد درويش والذي عاد وحده تلقائيا بين الجماهير في تلك الأيام بعد النكسة وردده الناس بحماس في كل مكان، لم يتكدر عبد الوهاب طويلا كون واضع اللحن إحدى معلميه الأوائل في بداية حياته وانطلاقا من مبدأ الوفاء للوطن ثم المعلم لم يجد أي غضاضه في ذلك واندمج في إخراج نشيد استاذه سيد درويش في أبهى صورة يذكر ان السادات وضع تحت إمرة عبد الوهاب فرقة الموسيقات العسكرية المصرية الحائزة على المركز الأول بين الفرق العسكرية العالمية لعدة سنوات على التوالى، وبها أمهر الخبرات ولها كل الإمكانيات بدءا من الآلات حتى الملابس، ويتفرغ عبد الوهاب للمهمة في تواضع شديد واعتراف جميل بفضل موسيقار مصر الأول ونابغتها سيد درويش عليه وعلى البلاد، والذي استطاع توحيد أبناء أمته في نشيد رمزى من كلماته واعاد توزيعه بعد نصف قرن من رحيله، ويقود محمد عبد الوهاب الموسيقى العسكرية وهو في زيه العسكري لتعزف نشيد بلادى لأول مرة في تاريخها ويتحول من نشيد شعبي إلى نشيد رسمي، وتطير نوتته الموسيقية إلى السفارات المصرية في جميع أنحاء العالم وتودع نسخ منها بجميع السفارات الأجنبية بالقاهرة، ليعزف في جميع المناسبات الوطنية والدولية

أنطون بافلوفيتش تشيخوف

أنطون بافلوفيتش تشيخوف

  • 2021-01-14

أنطون بافلوفيتش تشيخوف (29 يناير 1860 - 15 يوليو 1904) (بالروسية: Антон Павлович Чехов) طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس. كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين. بدأ تشيخوف الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول «إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي. تخلى تشيخوف عن المسرح بعد كارثة حفل النورس "The Seagull" في عام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في عام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف وعرضت آخر مسرحيَّتان له وكان ذلك لأول مرة، الأخوات الثلاث وبستان الكرز، وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل وكذلك للجماهير، لأن أعمال تشيخوف تميز بـ"مزاجية المسرح" و"الحياة المغمورة في النص".كان تشيخوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية، وقام بابتكارات رسمية أثرت بدورها على تطوير القصة القصيرة الحديثة. تتمثل أصالتها بالاستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان، اعتمدها فيما بعد جيمس جويس والمحدثون، مجتمعة مع تنكر المعنوية النهائية لبنية القصة التقليدية.  وصرح عن أنه لا للاعتذارات عن الصعوبات التي يتعرض لها القارئ، مصرًا على أن دور الفنان هو طرح الأسئلة وليس الرد عليها. وُلد انطون تشيخوف في 29 يناير 1860، وهو الثالث من ستة أطفال بقوا على قيد الحياة في تاغانروغ ـ ميناء على بحر آزوف في جنوب روسيا ـ. كان والده بافل تشيخوف، ابن أحد العبيد السابقين ومدير بقالة. وعمل أيضاً مدير للجوقة وكان يعتنق المسيحية الأرثوذكسية الشرقية ويوصف بأنه كان أباً تعسفياً بل نظر إليه بعض المؤرخين على أنه نموذج في النفاق في التعامل مع ابنه. أما والدة تشيخوف، فكانت راوية ممتازة في حكايتها الترفيهية للأطفال عن رحلاتها مع والدها تاجر القماش في جميع أنحاء روسيا. يقول تشخيوف "حصلنا على مواهبنا من آبائنا" وتذكر أيضًا "أما الروح فأخذناها من أمهاتنا".شارك تشيخوف في مدرسة يونانية للصبيان، بعد ذلك في تاجونروج جمنازيوم، وتسمى حاليًا بجمنازيوم تشيخوف، حيث تم احتجازه في الأسفل لمدة عام بسبب فشله 15 مرة في امتحان اليونانية. واشتهر هناك بتعليقاته الساخرة ومزاجه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على الأساتذة، وكان يستمتع بالتمثيل في مسرح الهواة وأحيانا كان يؤدي أدوارا في عروض المسرح المحلي. وقد جرب يده آنئذ في كتابة "مواقف" قصيرة، وقصص هزلية فكهة، ومن المعروف أنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة اسمها "دون أب" لكنه تخلص منها فيما بعد. كان أنطون عاشقًا للمسرح وللأدب مُنذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة) لباخ عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقًا للمسرح، وكان ينفق كل مدخراته لحضور المسرحيات، وكان مقعدهُ المفضل في الخلف نظرًا لأن سعره أقل (40 كوبيك فضيا)، وكانت مدرسة الجيمنازيم لا تسمح لطلبتها بالذهاب إلى المسرح إلا بتصريح خاص من المدرسة، وكان هذا التصريح لا يصدر غالبًا بسهولة، وليس سوى في العطلات الأسبوعية فقط. وغنى في دير الأرثوذكسية اليونانية في تاغانروغ وفي جوقات والده. في رسالة تعود للعام 1892، قام باستخدام كلمة "معاناة" لوصف طفولته، وأشار إلى: «عندما كنا أنا وإخوتي واقفون في وسط الكنيسة نغني "هل صلاتي تعالى" أو "صوت الملائكة"، كانت الناس تراقبنا بانفعال حاسدين والدينا، لكننا في تلك اللحظة شعرنا بأنه محكوم علينا بشكل قليل. » في عام 1876، أعلن والد تشيخوف إفلاسه بعد إفراطه في الحصول على التمويل لكي يبني منزل جديد، وغادر إلى موسكو لكي يتجنب حبسه بسبب ديونه الغير مدفوعة، حيث كان معه أكبر اثنين من أبناءه نيكولاي وألكسندر، كانا طالبان جامعيان. عاشت عائلته فقيرة في موسكو وكانت والدته مدمرة عاطفيًا وجسديًا. فلم يبقى أمامه إلا بيع ممتلكات الأسرة وإنهاء تعليمه. بقي تشيخوف في تاغانروغ لثلاث سنوات أخرى، وقام رجل يسمى سيليفانوف مثل (لوباهين في بستان الكرز) بمساعدة عائلة تشخيوف لسداد ديون كانت مخصصة لبناء منزلهم. كان تشيخوف مجبر لدفع تكاليف التعليم الخاصة به، حيث نجح في وظائف كمعلم خصوصي وفي اصطياد وبيع طيور الحسون والرسومات التخطيطية للجرائد. بعث كل روبل استطاع أن يدخره لموسكو، جنبًا إلى جنب مع رسائل ممزوجة بروح الدعابة لرفع معنويات العائلة. وخلال هذا الوقت، قرأ على نطاق واسع وبشكل تحليلي، بما في ذلك ثيربانتسوأيفان تورغينيف وأيفان جونتشاروف وآرثر شوبنهاور وقال أنه كتب مسرحية كوميدية كاملة الطول تحمل عنوان يتيم، وقد نبذ شقيقه أليكسندر هذه المسرحية قائلا: "لا يمكن تبريره على الرغم من براءة هذا الاختلاق". وقد استمتع تشيخوف بسلسلة من علاقات الحب كانت إحداهن مع زوجة معلم.في عام 1879، أتم تشيخوف تعليمه وانضم لعائلته في موسكو، بعد قبوله في كلية الطب في جامعة موسكو. أوائل كتاباته تولى تشيخوف مسؤولية دعم جميع أفراد الأسرة، ودفع الرسوم الدراسية عنهم، كان يكتب يوميًا مختصراً استكشافات فُكاهية ومقالات قصير من الحياة الروسية المُعاصرة تحت أسماء مستعارة مثل "Antosha Chekhonte" (Чехонте Антоша) و"رجل بلا طحال" (Человек без селезенки). إخراجاته المُذهلة بدأت تكسبه السُمعة الطيبة تدريجيًا بأنه مؤرخ ساخر من حياة الشارع الروسي، وبحلول عام 1882 كان يكتب Oskolki (شظايا)، التي تعود مُلكيتها إلى نيقولاي ليكين، واحدة من الناشرين الكبار في ذلك الوقت. وكانت لهجة تشيخوف في هذه المرحلة أقسى مما هو مألوف.في عام 1884، تخرج كطبيب، التي اعتبرها مهنته الرئيسية وقد أحرز القليل من المال من هذه الوظيفة وكان يُعالج الفُقراء مجانًا.قبل فترة طويلة، استطاع تشيخوف أن يجذب الانتباه على المستوى الأدبي والشعبي. وقام الكاتب الروسي الشهير دميتري غريغوروفتش، 64 عامًا، بالكتابة لتشيخوف بعد قراءة قصته القصيرة وهنتسمان، "لديك موهبة حقيقية، موهبة تضعك في المرتبة الأولى بين الكُتاب في الجيل الجديد. " في عام 1887، فازت مجموعة تشيخوف للقصص القصيرة في الشفق (V Sumerkakh) بجائزة بوشكين لأفضل إنتاج أدبي مُتميز بقيمة فنية عالية. نقطة تحول في تلك السنة، أصيب تشيخوف بالإرهاق واعتلال الصحة، في رحلته إلى أوكرانيا التي أحيته بفضل جمال سهوب بحر قزوين. بعد عودته، بدأ بكتابة الرواية السهوب ذات الطول القصير "شيء غريب نوعًا ما وأصلي كثيرًا" ونشرت في نهاية المطاف في فيستنيك سيفيرني "Severny Vestnik" (هيرالد الشمالية). في سرد الرواية التي تستطرد مع عمليات التفكير من الشخصيات، يثير تشيخوف رحلة الكرسي عبر السهوب من خلال عيني طفل صغير أرسل للعيش بعيدًا عن المنزل، كانا رفيقاه الكاهن والتاجر. السهوب، التي تم تسميتها ب "قاموس شعرية تشيخوف"، الذي شكل تقدماً كبيرًا لتشيخوف، وأظهرت قدر كبير من جودة تخيله الناضجة التي تسببت في نشر منشوراته في مجلة أدبية بدلًا من الصحيفة. سخالين في عام 1890، قام تشيخوف برحلة شاقة بالقطار وعن طريق عربة تجرهاالخيول، وبباخرة إلى الشرق الأقصى قادمًا من روسيا وكاتورجا، أو "مُستعمرة العقوبات"، في جزيرة سخالين في شمال اليابان، حيث قضى ثلاثة أشهر فيها وقام بإجراء مقابلات مع الآلاف من المحكوم عليهم. تُعتبر رسائل تشيخوف التي كتبها خلال رحلته الممُتعة شهران ونصف الشهر لسخالين من أفضل ما كُتب في حياته. وقد أصبحت تصريحاته لأخته عن تومسك شهيرة.«تومسك هي مدينة مُملة جدًا. من الحكم على السُكارى الذين أجريت مقابلات معهم، والعقلانين من الناس الذين أتوا لتعزيتي في الفندق، السكان مملون جدًا جدًا. » يالطا في مارس 1897 تعرض تشيخوف إلى نزيف كبير في الرئتين بينما كان في زيارة لموسكو. وأقنع بصعوبة لكي يذهب إلى العيادة، حيث قاموا الأطباء بتشخيص حالته وتبين لهم أنه مُصاب بمرض السل في الجزء العلوي من رئتيه، التي أدت إلى تغير نمط حياته فيما بعد.بعد وفاة والده في عام 1898، اشترى تشيخوف قطعة أرض في ضواحي مدينة يالطا وبنى فيها فيلا، عندها انتقل مع والدته ومن ثُم شقيقته في العام التالي إليها. زرع فيها الأشجار والزهور في يالطا وحافظ على الكلاب واستقبل الضيوف مثل ليو تولستوي ومكسيم غوركي، كان يشعر دائمًا بارتياح عند تركه لسيبيريا الساخنة" من أجل السفر إلى موسكو أو إلى الخارج، وقد تعهد للانتقال إلى تاغانروغ حالما يتمُّ تثبيت إمدادات المياه هناك. في يالطا أكمل كتابة اثنتين من مسرحياته الفنية، الأخوات الثلاثة وبستان الكرز. في 25 مايو 1901 تزوج تشيخوف من أولغا كنيبر. وفاته بحلول مايو 1904، كان أنطون تشيخوف مُصابًا بمرض السل. وأشار ميخائيل تشيخوف إلى أن "جميع من رأوه شعروا بداخلهم أن نهايته ليست ببعيدة" وفي 3 يونيو انطلق مع أولغا باتجاه مدينة الحمامات الألمانية BADENWEILER، في الغابة السوداء، حيث كتب رسائل مرحة إلى شقيقته ماشا واصفًا المواد الغذائية والبيئة المحيطة، مؤكدًا لوالدته بأنه في تحسن مُستمر. وفي رسالته الأخيرة، شكى من طريقة لبس النساء الألمانيات.«وفاة تشيخوف أصبحت واحدة من "مجموعة من القطع الكبيرة من التاريخ الأدبي"، سرده، مطرزة، والخيال، لا سيما في مهمة القصة القصيرة التي كتبها كارفر رايموند. في عام 1908، كتبت أولغا هذا الأمر من لحظات زوجها الماضي: قام أنطون بشكل غير اعتيادي ومستقيم وقال بصوتٍ عالٍ وبوضوح (مع أنه لم يكن يتقن اللغة الألمانية):Ich sterbe ("أنا على شرفة الموت"). فقام الطبيب بتهدئته وحقنه بمادة الكافور وأمر بإحضار الشمبانيا له. شرب أنطون كأس كامل منه ومن ثم ابتسم لي وقال: "لقد مضى زمن طويل منذ أن شربت الشمبانيا"، عندما شربه جلس على جانبة الأيسر بهدوء وكان لدي الوقت لأذهب إليه وأستلقي بقربه وناديته، لكنه توقف عن التنفس وكان ينام بسلام وكأنه طفل... » ونقلت جثة تشيخوف إلى موسكو في سيارة السكك الحديدية المبردة. دُفن تشيخوف بجانب والده في مقبرة نوفوديفيتشي. القيمة الفنية تعلم الكثير من كتّأب المسرحيات المعاصرين من تشيخوف كيفية استخدام (المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة الظاهرة وتجمد الأحداث الخارجية في القصة) لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات. وقد تُرجمت أعمال تشيخوف إلى لغات عديدة. عمل الكاتب الأوزبكي الشهير عبد الله قاهور على ترجمة العديد من قصص تشيخوف إلى اللغة الأوزبكية. وقد تأثر قاهور بتشيخوف واعتبر هذا الكاتب المسرحي الروسي أستاذه

لوتشيانو بافاروتي

لوتشيانو بافاروتي

  • 2021-01-13

ولد في 12 أكتوبر 1935 في مودينا ، إميليا رومانيا ، شمال إيطاليا. كان الطفل الأول والأبن الوحيد لطفلين في عائلة خباز. كان والده فرناندو بافاروتي من هواة التينور الموهوبين ، الذي غرس حب الموسيقى والغناء في لوتشيانو الشاب. أظهر يونغ بافاروتي مواهب عديدة وغنى لأول مرة مع والده في كورال روسي ، وهي جوقة للذكور في مودينا ، وفاز بالجائزة الأولى في مسابقة كورال دولية في ويلز ، المملكة المتحدة. كما لعب كرة القدم كحارس مرمى لفريق المبتدئين في بلدته. في عام 1954 ، في سن التاسعة عشرة ، قرر بافاروتي أن يصبح مغني أوبرا محترفًا. أخذ دراسة جادة مع التينور المحترف أريو بولا ، الذي اكتشف أن بافاروتي لديه درجة عالية من الدقة ، وعرض عليه تعليمه مجانًا. بعد ست سنوات من الدراسة ، لم يكن لديه سوى عدد قليل من العروض في المدن الصغيرة بدون أجر. في ذلك الوقت ، دعم بافاروتي نفسه في العمل كمدرس بدوام جزئي ثم بائع تأمين. في عام 1961 تزوج من صديقته المطربة أدوا فيروني وأنجبا ثلاث بنات. ظهر بافاروتي لأول مرة في الأوبرا في 29 أبريل 1961 ، في دور رودولفو في La Boheme للمخرج جياكومو بوتشيني ، في دار الأوبرا، وفي السنوات التالية اعتمد على المشورة المهنية من التينور جوزيبي دي ستيفانو ، الذي منع بافاروتي من الظهور عندما لم يكن صوته جاهزًا بعد. في النهاية ، دخل بافاروتي دي ستيفانو في عام 1963 ، في دار الأوبرا الملكية في لندن باسم "رودولفو" في لا بوهيم للمخرج جياكومو بوتشيني ، في بدايته الدولية الأولى. في نفس العام التقى سوبرانو جوان ساذرلاند وبدأ الاثنان واحدة من أكثر الشراكات الأسطورية في التاريخ الصوتي. قدم بافاروتي أول ظهور له في أمريكا أمام ساذرلاند في فبراير 1965 ، في أوبرا ميامي. تنعم بافاروتي بصوت نادر ، جمال ووضوح ، كان الأفضل خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. في عام 1966 أصبح أول مغني أوبرا يضرب التسعة "عالية C" بصوته الكامل في أغنية "Quel destin".  كرر هذا العمل الفذ في أدائه الأسطوري في عام 1972 ولقب "ملك ال C"، ويمكن القول إن شعبية بافاروتي كانت أكبر من شعبية أي آخر في العالم فقد حضر أدائه المباشر عام 1993 في سنترال بارك في نيويورك 500 ألف معجب بينما شاهده الملايين على شاشات التلفزيون. خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، كان بافاروتي لا يزال يُظهر قدرته على تقديم نغمة رنين واضحة في الصوت الأعلى ، وإن كان ذلك في عروض أقل. كان لوتشيانو بافاروتي معروفًا أيضًا بعمله الإنساني وقد أسس  "Pavarotti & Friends" الخيرية في مودينا ، إيطاليا. وقد غنى مع نجوم عالميين من جميع الأنماط لجمع الأموال للعديد من قضايا الأمم المتحدة الجديرة بالاهتمام. غنى بافاروتي مع بونو ويو في أغنية Miss Sarajevo لعام 1995 وجمع 1،500،000 دولار في مشروعه الخيري "حفلة موسيقية للبوسنة". كما أسس ومول مركز بافاروتي للموسيقى في البوسنة ، وجمع الأموال في الحفلات الخيرية للاجئين من أفغانستان وكوسوفو. صنع بافاروتي رقمين قياسيين في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وفي مارس 2004 قدم بافاروتي آخر عروضه في أوبرا مثل الرسام ماريو كافارادوسي في "توسكا" لجياكومو بوتشيني في أوبرا نيويورك.  في عام 2005 بدأ لوتشيانو بافاروتي جولة وداع في 40 مدينة. غنى أغنيته المميزة "نيسون دورما" من "توراندوت" لجياكومو بوتشيني ، في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006 في تورين ، إيطاليا. في 10 فبراير 2006. نجا بافاروتي من جراحة طارئة لسرطان البنكرياس، وكان لا بد من إلغاء ظهوره المتبقي لعام 2006. ومع ذلك ، توقعت إدارته استئناف جولته الوداعية في عام 2007. وقد توفي لوتشيانو بافاروتي بسبب فشل كلوي في 6 سبتمبر 2007 ، في منزله في مودينا ، إيطاليا ، محاطاً بأسرته وتم دفنه مع والديه في مقبرة العائلة في مقبرة مونتالي رانجوني بلقرب من مودينا. كانت مراسم جنازته حدثًا دوليًا حضره المشاهير وأكثر من 50,000 من عشاق الموسيقى من جميع أنحاء العالم.

محمد حسنين هيكل

محمد حسنين هيكل

  • 2021-01-12

ولد محمد حسنين هيكل في الثالث والعشرين من شهر أيلول في عام 1923، في مدينة القاهرة في مصر، وتوفي في السابع عشر من شهر شباط عام 2016، وهو الصحفي المصري الرائد الذي اكتسب شهرة رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية شبه الرسمية، والتي كانت تسمى خلال فترة رئاسته ب"صحيفة نيويورك تايمز في العالم العربي"، وتوفي محمد حسنين هيكل في الثانية والتسعين من عمره، بعد أن كان معلقاً سياسياً مخضرماً، وحكيماً، وصحفياً متميزاً، لأكثر من سبعين عاماً. حياة محمد هيكل كصحفي  ظل هيكل محرراً لصحيفة الأهرام حتى عام 1974، ومن ثم أصبح صحفياً يعمل لحسابه الخاص، وفي عام 2007 حضّر سلسلة من المحاضرات حول الأحداث العالمية، والتي عُرضت في برنامج اسمه "مع هيكل"، ومن الجدير بالذكر أن صحيفة نيويورك تايمز وصفته ب"كبير المعلقين السياسين العرب" بقي محمد حسنين هيكل رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية حتى عام 1964، وعمل في بداية حياته المهنية في الجريدة المصرية "روز اليوسف"، وفي الجريدة الرسمية المصرية، ومحرراً في صحيفة "آخر ساعة" وصحيفة "الخبر"، وقد كان صديق رئيس مصر السابق جمال عبد الناصر، وعندما تولى جمال عبد الناصر الرئاسة، قام بتثبيت محمد حسنين هيكل كمحرر لجريدة "الأهرام"، وأصبحت صحيفة الأهرام في عهده صحيفة قياسية للعالم العربي، حيث قام بتعيين وتدريب خريجي الجامعات كمراسلين صحفيين لإنشاء مركز "الأهرام الدراسات السياسية والاستراتيجية"، كما أنه كان عضواً في اللجنة المركزية للاتحاد الاجتماعي العربي في فترة ما بين (1968-1974)، ووزير التوجيه الوطني من شهر إبريل حتى شهر تشرين الأول في عام 1970. مؤلفاته  قام محمد هيكل بتأليف أربعين كتاباً والتي روت العديد من الأحداث التاريخية، ومنها: "وثائق القاهرة" في عام 1972.  "الطريق إلى رمضان" في عام 1975. "كتب كتاباً باللغة الإنجليزية تحت اسم "Sphinx & Commissar" (بالعربية: أبو الهول والمفوّض) في عام 1978. " خريف الغضب" في عام 1983.

أبو تمام (شاعر المداحة والنواحة)

أبو تمام (شاعر المداحة والنواحة)

  • 2021-01-11

هو حبيب بن أوس الطائي ولد عام 803 م في مدينة جاسم في حوران في الجمهورية العربية السورية، وعاش حياته متنقلاً بين سوريا ومصر والعراق. عاش أبو تمام طفولته بالشام، وكان يحيك الملابس، بعدها بدأ بالتردد إلى حلقات العلم في الجوامع الدمشقية والتي تعرّف من خلالها على علوم اللغة والشعر والدين، فيما بعد انتقل إلى مصر وعمل كساقٍ في مسجد عمرو بن العاص، وبعدها تولّى بريد الموصل لمدة عامين بعد أن استدعاه المعتصم إلى بغداد. عاش أبو تمام حياته متنقلاً بين عدة بلدان، ونظرًا لهذا فأنه اكتسب خبرة واسعة في كتابة الشعر من خلال مجالسته أدباء وعلماء عصره؛ ولذلك فقد ألقى الشعر في كلٍ من الشام ومصر، وتبعًا لبراعته استدعاه المعتصم إلى بغداد وكان على صلة بولديه الواثق وأحمد، كما كان على صلة بالكاتب الشهير الحسن بن وهب والكاتب الحسن بن رجاء وبالوزير محمد بن عبد الملك الزيات وعدة وزراء آخرين كاتباً بهم العديد من قصائد المديح. بعد ذلك انتقل أبو تمام إلى أرمينيا وكتب قصائد في مديح خالد بن يزيد، وغادرها منتقلًا إلى الجزيرة، وهناك قام بمدح محمد بن يوسف الطائي، ثم رحل إلى خرسان ليمدح فيها عبد الله بن طاهر، بعدها ذهب إلى الحجاز ومن هناك رجع إلى بغداد. وخلال مسيرة حياته وتنقله كتب العديد من الدواوين منها: "فحول الشعر"، و"مختار أشعار القبائل"، و"نقائض جرير والأخطل"، و"ديوان الحماسة"،  والعديد من القصائد أهمها: قصيدة "السيف أصدق أنباء من الكتب" التي كتبها في مدح المعتصم وفتح عمورية،  وقصيدة " نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول" . عائلة أبو تمام لا نعرف عنها شيئاً إلا من خلال قصائد الرثاء التي كان يكتبها بهم فقد كتب قصيدة عن زوجته وولدين من أولاده وعن أخيه الذي يدعى سهم. وفاة أبو تمام توفي أبو تمام عام 845 م في مدينة الموصل العراقية، ودفن فيها، وكتب الحسن بن وهب قصيدة في رثائه. حقائق سريعة عن أبو تمام كان والدا أبو تمام في البداية نصرانيين، لكنهما فيما بعد اعتنقا الإسلام، ووالده كان يعمل خمّارًا. تميز أبو تمام بالذكاء والفطنة والحاسة السادسة. يتميز شعره بالجزالة والقوة وصعوبة المفردات، كما يتميز بعمق المعاني والتي تكون سلاح ذو حدين. كان شاعرًا للعديد من الأمراء والخلفاء والوزراء وهذا ما أثار غيرة الكثير من أقرانه أبرزهم الشاعر ابن الأعرابي. بلغ عدد القصائد التي كتبها 513، أغلبها في المديح والغزل والرثاء، ولهذا السبب لقّب بالمداحة والنواحة.

نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا

  • 2021-01-11

ولد في الثامن عشر من يوليو عام 1918 في قرية مفيزو في منطقة بجنوب إفريقيا تسمى ترانسكي. لقب نيلسون الصغير باسم روليهلاهلا حتى بلغ السابعة من عمره ، توفي والده عندما كان عمره تسع سنوات فقط. درس نيلسون بجامعة فورت هير ، الكلية الأصلية في جنوب إفريقيا. ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة جوهانسبرغ لدراسة القانون في جامعة ويتواترسراند ، أصبح محامياً في عام 1942 ، وعمره 24 عامًا. في عام 1944 انضم إلى المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) - وهو مجموعة سياسية تسعى جاهدة من أجل حقوق متساوية للبيض والسود. مثل كثيرين آخرين ، شعر نيلسون مانديلا أن الجميع يستحقون المعاملة نفسها ، بغض النظر عن لون بشرتهم. في عام 1948 أدخلت حكومة جنوب إفريقيا نظامًا يسمى "الفصل العنصري" ، والذي أدى إلى زيادة الانقسام العنصري في البلاد بشكل أكبر. بموجب القوانين العنصرية الجديدة ، أُجبر السود والبيض على عيش حياة منفصلة. لم يُسمح لهم بالعيش في نفس المناطق ، أو مشاركة طاولة في مطعم ، أو حضور نفس المدارس أو حتى الجلوس معًا في قطار أو حافلة! أصبح نيلسون مانديلا شخصية مهمة في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ، حيث ساعد في إنشاء وقيادة قسم للشباب يسمى رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي. في عام 1956 تم القبض عليه بتهمة الخيانة و احتجز في سجن جوهانسبرغ ، لمدة خمس سنوات حتى إسقاط التهم وإطلاق سراح نيلسون. في عام 1961 شكل نيلسون وغيره من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مجموعة عسكرية سرية في عام 1962 تم اعتقاله لدى عودته من رحلة إلى الجزائر في شمال إفريقيا ، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. في عام 1963 ، داهمت الشرطة مزرعة بالقرب من مدينة جوهانسبرج وعثرت على وثائق تخص الجيش السري ، بالإضافة إلى أسلحة و اتهم نيلسون وسبعة رجال آخرين بالتآمر لقلب نظام الحكم وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة. تم إرسال نيلسون لأول مرة إلى سجن في جزيرة روبن على بعد سبعة أميال من ساحل كيب تاون ، عاصمة جنوب إفريقيا. وبعد 18 عامًا ، تم نقله إلى سجن فيكتور فيرستر خلال الفترة التي قضاها خلف القضبان ، لم يستسلم نيلسون مانديلا لما كان يؤمن به. حتى أنه رفض الحرية في مناسبتين . بمرور الوقت ، أصبح نيلسون مانديلا سجينًا مشهورًا ، واطلقت شعارات في جميع أنحاء العالم ـ "حرروا نيلسون مانديلا!" ومارست البلدان في جميع أنحاء العالم ضغوطًا على جنوب إفريقيا لإنهاء الفصل العنصري ، في عام 1989. التقى رئيس جنوب إفريقيا "أف دي كليرك " بنلسون مانديلا وفي عام 1990 أطلق سراحه! في عام 1991 أصبح نيلسون رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وعمل مع FR de Klerk لوضع حد للفصل العنصري بشكل متناغم. لإدخال حقوق متساوية للجميع من أجل جعل جنوب إفريقيا مكانًا أكثر سلامًا وفاز الثنائي بجائزة نوبل للسلام في عام 1993. في الانتخابات العامة 1994 ، سُمح لجميع الأعراق في جنوب إفريقيا بالتصويت. و فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ، وأصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا. كرئيس لجنوب إفريقيا ، عمل نيلسون مانديلا على تحسين مستويات المعيشة والمرافق الخاصة بالسكان السود في جنوب إفريقيا ، الذين عانوا لعقود من الفصل العنصري. في عام 1999 ، تقاعد نيلسون مانديلا من منصب الرئيس و ترك السياسة وراءه ، واستمر في كونه شخصية مهمة في جميع أنحاء العالم كرمز للسلام والمساواة. اثر إصابته بمرض رئوي توفي نيلسون مانديلا في ديسمبر 2013 ، عن عم ناهز 95 عامًا،ولا تزال روح وقيم نيلسون مانديلا حية إلى حد كبير حتى يومنا هذا.